حققت شركة مايكروسوفت عدد تنزيلات قياسي لنظامها الجديد ويندوز 10 وصل إلى 14 مليون تنزيل في زمن لم يتجاوز الـ 24 ساعة الأولى
بعد الإطلاق حسبما أعلنت الشركة. وتوفر النظام الذي تم إطلاقه رسميًا في
الـ 29 من شهر يوليو/تموز الماضي مجانًا وهو ما ساعد على انتشاره بشكل كبير
فضلًا عن الميزات الجديدة التي يوفرها.
وحصل مُعظم المستخدمون على التحديث مجانًا، إلا أن الذين لم تصلهم
النسخة الأخيرة بحاجة إلى شراء نسخة ويندوز 10، والتي تبدأ أسعارها من 119
دولار أمريكي للنسخة المنزلية، و199 دولار أمريكي للنسخة الاحترافية.
واعتبر الكثيرون أن سعر النظام المجاني هو العامل الأساسي في تبنّي
النظام الجديد من قبل المُستخدمين، خصوصًا مع توفر أنظمة تشغيل الحواسب
المُنافسة مثل لينكس أو أو OS X من آبل مجانًا، لكن هذا لا يمنع مجموعة
الميزات الجديدة التي يُقدمها النظام من أن تكون من العوامل الرئيسية أيضًا
التي دفعت المُستخدمين للتحديث.
دعم فني طويل
سوف يحصل مُستخدمو ويندوز 10 على دعم فني يمتد حتى عام 2020، وهذا يعني
أن النظام سيحصل على ميزات جديدة حتى هذا التاريخ. إضافة إلى ذلك، فإن
الحماية من الثغرات وإصدار تحديثات أمنية سوف يمتد حتى عام 2025 وهو أكثر
بعامين بالنسبة لمُستخدمي ويندوز 8، و5 أعوام كاملة بالنسبة لمستخدمي
ويندوز 7 والذي تنوي الشركة التخلي عن اصدار تحديثاته الأمنية في عام 2020.
وكانت الشركة توقفت عن إصدار ميزات جديدة لنظام ويندوز 7 في شهر
يناير/كانون الثاني من العام الجاري، وتنوي كذلك التوقف عن اصدار ميزات
جديدة لويندوز 8 في ذات الشهر من عام 2018. وتوفر الشركة دليلًا مُفصلًا
يحتوي على الدعم الفني الخاص بكل نسخة يُمكن الوصول إليه من خلال
المرونة والتطبيقات المتوافقة مع جميع أجهزة ويندوز 10
أدركت مايكروسوفت أن التكامل بين الأجهزة المُختلفة التي تعمل بأنظمتها
من أهم الأمور التي يجب العمل عليها، لذا في ويندوز 10 عملت على توحيد
تجربة الاستخدام، حيث سيعمل النظام على الحواسب المكتبية، المحمولة، اللوحية بالإضافة إلى الهواتف.
هذه المرونة تعني أن أي تطبيق موجود داخل متجر التطبيقات يُمكن تحميله
وتشغيله بشكل فوري على أي جهاز يعمل بـ ويندوز 10، بالإضافة إلى إمكانية
وصل أي هاتف أو حاسب لوحي بشاشة ولوحة مفاتيح وماوس واستخدامه كحاسب
مُتكامل وبالتالي تتقلص الفجوة الموجودة بين الأجهزة الذكية والحواسب
التقليدية.
تجربة ألعاب مُتكاملة
يأتي النظام الجديد مُزوّدًا بالنسخة 12 من واجهة دايركت إكس DirectX
البرمجية المُتخصصة بالألعاب، وهذا بدوره كفيل بتحسين تجربة الألعاب بنسبة
تصل إلى 30%-40% حسبما أفادت آخر التجارب إذا ما قورنت بأداء سلفها الذي
يحمل النسخة 11.
ولن يكون بمقدور مُستخدمي ويندوز 7 أو 8 تثبيت النسخة 12 على أجهزتهم،
وهو مايجعل واقعية الألعاب على النظام الجديد أفضل بـ 10%-20% إلى جانب
الأداء المُحسّن.
ووفرت مايكروسوفت أيضًا إمكانية بث الألعاب من جهاز إكس بوكس ون، وهذا
يعني أن قبضات التحكم الخاصة بهذا الجهاز متوافقة مع ويندوز 10، حيث يُمكن تشغيل أي لعبة على الحاسب والتحكم بها بشكل كامل، وهي ميزّة موجهة فقط لمُستخدمي النظام الجديد.
البحث والمساعد الصوتي
يوفر ويندوز 8 إمكانية البحث في الإنترنت من خلال شريط البحث في
شاشة إبدأ، أما ويندوز 7 فهو يسمح البحث داخل ملفات الجهاز فقط، وهنا يأتي
ويندوز 10 للاستفادة من الميّزتين ودمجهم معًا.
إضافة إلى ذلك، أضافت الشركة المساعد الشخصي كورتانا Cortana الذي أُطلق
أول مرة داخل ويندوز فون، والذي من خلاله يُمكن تنفيذ العمليات من خلال
الأوامر الصوتية بشكل مُشابه تمامًا للمساعدات الشخصية الموجودة في أجهزة
أندرويد وآي أو إس ومساعدها الشخصي سيري.
يُمكن من خلال هذا النظام إتمام العمليات مثل البحث عن ملف داخل الجهاز،
البحث داخل الإنترنت أو حتى تشغيل تطبيق مُعيّن وإتمام بعض المهام بداخله
فضلًا عن تغيير بعض إعدادات النظام مثل إيقاف تشغيل الشاشة بشكل آلي بعد
فترة زمنية.
مُتصفح جديد وأسطح مكتب افتراضية
بعد سنوات طويلة من الهجوم الساخر الذي تعرض له مُتصفح إنترنت اكسبلورر،
تحاول الشركة العودة من جديد إلى هذا المجال من خلال مُتصفح إيدج المتوفر
حصريًا لمستخدمي ويندوز 10، والذي يوفر أداء أفضل إذا ما قورن بمتصفح الشركة القديم، مع وعود بتوفير ميزات جديدة قريبًا.
أما المُستخدمين الذين يعتمدون على الحاسب لإتمام الكثير من المهام فإن
ميزة أسطح المكتب الافتراضية التي وصلت إلى نظام ويندوز تُعتبر من أفضل
الميزات، فبعد وصل أكثر من شاشة مع الحاسب يُمكن تخصيص سطح مكتب لكل شاشة
واستخدام كل سطح مكتب لإتمام مهمة مُعينة مثل إنشاء سطح مكتب لتصفح البريد
والإنترنت، سطح مكتب لبرامج التصميم وغيرها.
طبعًا هذه الميّزة يُمكن الاستفادة منها حتى دون وصل أكثر من شاشة،
فبمجرد إنشاء أسطح المكتب والضغط على آيقونة أسطح المكتب الافتراضية
المتوفرة في شريط المهام يُمكن اختيار المناسب منها والانتقال إليه وإتمام
العمل بشكل فوري.
مُتطلبات التشغيل
وضعت مايكروسوفت بعين الاعتبار أن روّاد ويندوز 10 لن يكونوا فقط من مُستخدمي ويندوز 7 أو 8، بل توقعت الشركة أن يكون لمُستخدمي ويندوز إكس بي نصيب الأسد لأنها توقفت عن دعمه بشكل كامل منذ أبريل/نيسان من العام الماضي، وهذا بدوره أوقف حتى التحديثات الأمنية التي قد تؤدي إلى اختراق أجهزتهم في أي وقت.
ويطلب النظام من مُستخدمي النسخة 32 بت 1 جيجابايت من ذاكرة الوصول
العشوائي، و2 جيجابايت لمُستخدمي النسخة 64 بت. مساحة التخزين الدُنيا هي
16 جيجابايت للنسخة 32 بت و20 جيجابايت للنسخة 64 بت. كما تطلب الشركة شاشة
بدقة عرض 800 x 600 بيكسل مع بطاقة رسوميات تدعم تعريفات الشاشة الخاصة بمايكروسوفت أو ما تُعرف اختصارًا بـ WWDM 1.0.
الحماية والأمان
يوفر نظامي ويندوز 7 و8 نسبة أمان وحماية عالية جدًا، لكن هذا لم يمنع مايكروسوفت من تقديم ميزات جديدة في هذا المجال في نظامها الأخير.
وقدمت الشركة ميّزة Device Guard والتي من خلالها يتم تدقيق جميع
التطبيقات التي تعمل على الجهاز للتأكد من الوثوقية الخاصة بها والتأكد من
صحّة مصدرها، وهذا بدوره كفيل بمنع التطبيقات الخبيثة من العمل على الجهاز إن لم تكن من جهة موثوقة، وهي ميّزة تعمل أيضًا عن تشغيل التطبيقات على الأجهزة المُحتلفة أو عن بُعد.
وحاولت الشركة أيضًا التخلص من الاعتماد على حماية الحاسب بكلمات المرور
فقط من خلال ميّزة Windows Hello التي تسمح بقفل الجهاز وعدم فتحه إلا من
خلال التعرّف على الوجه، بصمة اليد أو قزحية العين – عند توفر الأجهزة
المُتخصصة في هذه المجالات .
أخيرًا، فصلت الشركة التحديثات الأمنية عن تحديثات النظام العادية، وبالتالي يتم تثبيت التحديثات الأمنية بشكل آلي فور صدورها دون الحاجة إلى موافقة المُستخدم أو حتى إخطاره بذلك، لأن التأخر قليلًا بتثبيت أي تحديث أمني يعني رفع احتمالية اختراق الحاسب في بعض الأحيان.
لكن قبل التحديث، هُناك بعض الأمور التي يجب أخذها بعين
الاعتبار، فالسعر المجاني، تجربة الألعاب المُحسّنة، التطبيقات التي تعمل
على جميع الأجهزة، الحماية والأمان وغيرها من الميزات التي ذُكرت لا تكفي
للتحديث إلى النظام الجديد، فالميزات التي تُقدمها نسختي ويندوز 7 و8 يُمكن
أن تكون سببًا للانتظار قليلًا.
الاستقرار
يُعتبر نظام ويندوز 10 جديد إذا ما قورن بالأنظمة السابقة، وبالتالي فإنه غير مُستقر تمامًا خصوصًا مع كمية المشاكل الموجودة بالنسخة التي صدرت
والتي تصل إلى اختفاء الآيقونات داخل شريط المهام، عدم عمل قائمة إبدأ،
مشاكل عند التحميل من متجر التطبيقات أو حتى مشاكل في الصوت وخاصيتي النسخ
واللصق.
ولهذا السبب تعمل مايكروسوفت على اصدار تحديث جديد بحجم 1 جيجابايت للتخلص من هذه المشاكل، لكن هذه التحديثات قد تفتح الباب أمام مشاكل جديدة
وهو شيء طبيعي في دورة حياة أي برمجية، وحتى ويندوز 7 و8 عانوا من مشاكل
كثيرة وقت الإطلاق، لكنهم الآن في مرحلة استقرار تدفع المُستخدمين للتريّث
قليلًا قبل التخلص منهم والتحديث.
التحديث الإجباري
تثبيت التحديثات الآلي الذي وفرته مايكروسوفت في ويندوز 10 من
الميزات التي تهدف للتخلّص من المشاكل والثغرات الأمنية، لكنه أدى – حتى
الآن – إلى مشاكل في تشغيل الحاسب وتوقفه عن العمل أو حتى توقف مُستعرض
الملفات Windows Explorer عن العمل بعد تثبيت التحديثات بشكل آلي.
النسخ السابقة من ويندوز تعمل على عكس النسخة الأخيرة، فعملية تثبيت
التحديثات يُمكن أن تكون يدوية، وبالتالي يضمن المُستخدم عدم تحديث تعريف
بطاقة الرسوميات – على سبيل المثال لا الحطر – بشكل آلي والتي قد تؤدي إلى
توقف الحاسب عن العمل في حال وجود أي مُشكلة.
اتفاقيات الاستخدام قاسية
عند تثبيت ويندوز 10، يحتاج المُستخدم للموافقة على اتفاقية استخدام النظام الجديد والتي تتضمن بعض البنود القاسية مثل تثبيت التحديثات بشكل آلي فور صدورها دون إخطار المُستخدم بها.
حتى هذه اللحظة يُمكن تأخير تحديث تعريفات الأجهزة حتى شهر كامل بالنسبة
لمُستخدمي النسخة هوم، و8 أشهر بالنسبة لمستخدمي النسخة برو، لكن بعد هذه
المدة ستتوقف مايكروسوفت عن دفع التحديثات لجهاز المُستخدم بما في ذلك
التحديثات الأمنية حتى يقوم بتثبيت التحديثات التي قام بتأخيرها.
هذه الشروط كانت موجودة في ويندوز 7 و8 لكن المُستخدم لم يكن مُقيّدًا
بمدة مُحددة لتثبيت هذه التحديثات، مما يترك له حرية الاختيار فيما إذا كان
يرغب فعلًا بالتحديث أيًا كان نوعه أو حجمه.
بالتأكيد لم تقف مايكروسوفت مكتوفة الأيدي أمام مشاكل التحديث التي
اشتكى منها المُستخدمون، حيث أطلقت أداة لإزالة التحديثات السيئة التي تضر
جهاز المُستخدم، لكن هذه الأداة قد تكون غير مُفيدة في حالة توقف الحاسب عن
الإقلاع بسبب تحديث سيء.
الخصوصية
إذا كانت اتفاقيات الاستخدام قاسية، فإن الكلمة التي يجب أن تصف اتفاقية الخصوصية يجب أن تكون أقوى بكثير في ويندوز 10، فالشركة ذكرت ضمن اتفاقية الخصوصية أنه يُمكن للشركة الوصول، حفظ أو كشف البيانات الشخصية للمستخدم بما في ذلك البريد الإلكتروني، المحادثات الشخصية أو الملفات داخل الجهاز عندما تشعر أن هناك حاجة لفعل ذلك.
الحاجة لفعل ذلك هو مُصطح غير مفهوم ولا يُمكن
الاعتماد عليه من قبل المُستخدم إلا من خلال الثقة بالشركة، ولا يُمكن
الحصول على أي ضمان حول هذه النقطة حتى من قبل الشركة نفسها.
سهولة الاستخدام
يُعتبر ويندوز 7 من أفضل الأنظمة التي يُمكن استخدامها بكل سهولة فور
تثبيتها بفضل واجهات الاستخدام وخصوصًا قائمة إبدأ التي تعود المُستخدمون
عليها. في ويندوز 8 يختلف الوضع قليلًا لكن هذا لم يمنع من وجود ميزات
مُهمة سهّلت عملية الاستخدام.
ويندوز 10 حاول الدمج بين أفضل الميزات في النسخ السابقة وتقديمها في النسخة الجديدة،
لكن هناك بعض العمليات مثل ضبط إعدادات الحاسب أو لوحة التحكم وبعض واجهات
الاستخدام التي يجب توحيدها بداخله لكي يحصل المُستخدم على تجربة استخدام
موحدة.
ميزات مفقودة
قد لا تكون جميع الميزات المفقودة هامة بالنسبة للمُستخدمين، لكن عدم
وجود برنامج لتشغيل أقراص DVD، وعدم وجود مركز لترتيب ملفات الوسائط مثل
الموسيقى، الفيديو والصور من أهم الميزات التي تم التخلص منها.
فضلًا عن عدم وجود دعم للأقراص المرنة Floppy Disk، تطبيقات سطح المكتب
Gadgets أو حتى إزالة لعبة الورق سوليتير Solitaire ونقل تثبيتها إلى متجر
التطبيقات، حيث أصبحت تأتي مُزوّدة بإعلانات يُطلب من المُستخدم دفع مبلغ
مادي مقابل التخلص منها.
استهلاك الإنترنت وتوزيع التحديث
اعتمدت مايكروسوفت على ميزة جديدة في ويندوز 10 لتخفيف الضغط عن خوادمها
وايصال التحديث إلى بقية المُستخدمين بشكل سريع. النظام الجديد يستخدم
هيكلية الند للند Peer-to-Peer والتي من خلالها يتم ارسال التحديث من جهاز
المُستخدم إلى جهاز مُستخدم آخر وهذا بدوره كفيل لاستهلاك الإنترنت الخاص
بالمستخدم.
طريقة منع ويندوز 10 من استهلاك الإنترنت دون معرفة المُستخدم توفرت فعلًا، لكن هذا لا يُمنع من اعتبارها انتهاكًا لحرية الاستخدام وإجراء عمليات داخل الحاسب دون معرفة المُستخدم.
في النهاية، وبما أن النظام ما زال في أيامه الأولى، لا يُمكن الحكم
عليه أو اعتبار التحديث إليه نعمة أو نقمة، لكن من خلال النقاط السابقة
يُمكن تقدير الحاجة إلى التحديث إليه من عدمها على حسب أولويات كُل
مُستخدم.
المشاكل التي يُعاني النظام منها يُمكن تنتهي بمجرد صدور أول تحديث رسمي
من الشركة، فضلًا عن تحسين ميزات موجودة مُسبقًا مثل المُساعد الشخصي
والبحث الصوتي بالإضافة إلى الميزات القادمة إلى مُتصفح إيدج، لذا فإن
الانتظار لمدة شهر أو شهرين قد يكون أفضل خيار للراغبين بعدم خوض تحديات
جديدة أثناء استخدام النظام الجديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق